نظرة تحليلية (1) : لماذا إنخفض أداء الشياطين .. و كيف تتجدد

نظرة تحليلية (1) : لماذا إنخفض أداء الشياطين .. و كيف تتجدد صلاحية أفضل أجيال القلعة الحمراء؟

نظرة تحليلية (1) : لماذا إنخفض أداء الشياطين .. و كيف تتجدد 5551-far7a

لا يختلف إثنان على أن الجيل الحالى للنادى الأهلى هو أحد أبرز و أقوى الأجيال التى لعبت بين جدران القلعة الحمراء طوال تاريخ إمتد لمائة عام كاملة, بل إن البعض يعتبر هذا الجيل هو الأفضل بالفعل طوال تاريخ النادى الأهلى بفضل المستوى الرائع الذى قدمه خلال السنوات الثلاث الأخيرة بالإضافة للنتائج المذهلة التى حققها على الصعيد المحلى و الأفريقى بل و العالمى أيضاً, لذا عندما يهبط منحنى أداء الفريق بهذا الشكل الواضح فلا بد من الوقوف أمام الأسباب الفنية التى أدت لهذا الهبوط المتوقع!

و سيتم تقسيم هذا التحليل على ثلاث حلقات يتم فى الحلقة الأولى توضيح الأسباب الرئيسية لهبوط الأداء و فى الحلقة الثانية تحليل مستوى المدافعين و الأطراف و فى الثالثة تحليل مستوى خط الوسط و المهاجمين للوقوف على الأسباب الحقيقية التى وصلت بالفريق للمستوى المهزوز الذى ظهر عليه فى الآونة الأخيرة.

أسباب هبوط المستوى :

يجب أن نتفق على أن سبب إعتراض الجماهير على مستوى الفريق ليس النتائج و لكن الأداء, ففى الموسم قبل الماضى عندما كان الأهلى يواجه النادى المصرى فى القاهرة و فى الوقت الذى كان الأهلى فيه فى أفضل حالاته و يحطم الأرقام القياسية نجح المصرى فى إنهاء المباراة بالتعادل السلبى لينجح فى إيقاف الرقم القياسى الأهلاوى فى عدد مباريات الفوز المتتالى, و رغم ذلك و فور إطلاق حكم المباراة لصافرة النهاية هتفت الجماهير التى ملأت الإستاد "أهلى .. أهلى" لأن الكل رأى أن كل من شارك فى المباراة أدى ما عليه و لكن التوفيق غاب عن اللاعبين, كذلك كان الحال عندما تعادل الأهلى مع رينجرز النيجيرى بالقاهرة بدون أهداف فى مباراة الإياب لبطولة كأس الإتحاد بعد الهزيمة فى نيجيريا برباعية و رغم خروج الفريق من البطولة فقد حيته الجماهير لأن اللاعبين قدموا مباراة قوية و لكن التوفيق غاب عنهم, و لكن ما يحدث حالياً بالفريق ليس غياب توفيق و إنما إنتصارات بدون أداء جمالى و هذا الأمر له أسباب و عوامل أخرى!

أول العوامل التى وصلت بالفريق إلى هذا المستوى هو إلتحام المواسم بشكل متتالى لدرجة أن أكثر لاعبى الفريق يلعبون للموسم الثالث على التوالى بلا إنقطاع, و بعيداً عن الإرهاق البدنى الذى أصاب الفريق يجب أن نلتفت للإرهاق الذهنى!

فلاعبو الأهلى يلعبون للموسم الثالث على التوالى بلا إنقطاع و بلا راحة و هو ما يمثل إجهاد ذهنى و نفسى لا يتحمله أحد على الإطلاق, أضف إلى ذلك أن هذا الجيل بالتحديد فاز بكل البطولات المتاحة أمامه ما بين الدورى و الكأس و بطولة أفريقيا و السوبر الأفريقى و شارك فى كأس العالم للأندية و كل هذه البطولات فاز بها أكثر من مرة أى أن الحافز الموجود أمامه يفتر بطبيعة الحال لأنه نجح فى الفوز بكل البطولات و نجح فى إثبات سيطرته و هيمنته عليها, لذا ففى هذه الحالة لا بد من حصول اللاعبين على راحة حتى يتجدد الحافز بالنسبة لهم من أجل عودة نهم الفوز بالبطولات.

و قد شبه زميلى وليد زكى هذا الأمر بالطالب الذى يتم وضعه تحت ضغط الإمتحانات لفترة طويلة جداً و هو ما سيؤثر بالتأكيد على تركيزه و مستواه حتى لو كان هذا الطالب متفوقاً بسبب الضغط العصبى و النفسى الواقع عليه!

و بجانب العامل النفسى يأتى متوسط أعمار الفريق المرتفع و الذى يتأثر بلا شك بتلاحم المواسم, فلو وضعنا أمامنا الأعمدة الأساسية لتشكيل الأهلى خلال السنوات الثلاث الأخيرة و الذين شاركوا مع الفريق فى أغلب المباريات فسنجدهم الحضرى " 34 عام" و النحاس "31 عام" و وائل جمعة " 32 عام" و شادى محمد " 30 عام" و إسلام الشاطر " 31 عام" و محمد بركات " 31 عام" و محمد أبو تريكة " 29 عام" و حسن مصطفى "28 عام" يضاف إليهم عماد متعب و محمد شوقى و هؤلاء هم صغار السن, و قد إنضم إليهم هذا الموسم لاعبون أخرون من كبار السن مثل طارق السعيد " 29 عام" و محمد صديق " 29 عام" و عبد الحميد حسن " 33 عام" و أنيس بوجلبان " 29 عام".

و بالنظر لهذه الأرقام سنجد أن متوسط أعمار الفريق مرتفع جداً, و سنجد أيضاً أن الصفقات التى تم تدعيم الفريق بها تعانى من الأمر نفسه و هو ما لا يساعد الفريق فى المواقف التى يمر بها حالياً من إلتحام مواسم و ضغط المباريات و المطالبة المستمرة بالحفاظ على البطولات.

و يمكن الإعتماد على اللاعبين ذوى الأعمار الكبيرة فى بعض المراكز و هو أمر مطلوب, و لكن من الصعب جداً أن يكون الفريق بالكامل فوق الثلاثين عاماً أو على مشارفها, لذلك لا بد من العمل على النزول بمتوسط أعمار الفريق و الإعتماد على لاعبين أقل من 25 عاماً بشرط توافر الإمكانيات الفنية لديهم.

خلاصة القول أنه لا بد من منح الفريق راحة سلبية لفترة تُعيد إشتياقهم لكرة القدم حتى يعود جيل البطولات للتألق و الإمتاع من جديد, كما لا بد من دعم الفريق بلاعبين صغار السن حتى تستمر مسيرة هذا الجيل و لا يتوقف جيل هو الأفضل فى تاريخ القلعة الحمراء بسبب نفاذ البنزين!

[/size]